مشاكل السمع

هل تساءلت يومًا عن كيفية تأثير مستويات السكر في الدم على قدرة الشخص على السمع؟ في عالم الطب والصحة، يبدو أن هناك تفاصيل دقيقة ومعقدة قد تربط بين السكري وضعف السمع.

حيث أنه يتزايد انتشار السكري حول العالم، ومعه يتزايد الاهتمام بالآثار الصحية الجانبية التي قد ترتبط بهذا المرض، يعتبر ضعف السمع واحدًا من تلك الآثار الجانبية المحتملة، ولكن هل هناك فعلاً علاقة بين السكري وضعف السمع؟

في هذا المقال، سنتعرف على كيفية تأثير مستويات السكر في الدم على الأذن الداخلية  و الأعصاب المسؤولة عن السمع، ونلقي نظرة على الأسباب المحتملة لارتباط السكري بضعف السمع.

هل هناك علاقة بين السكري وضعف السمع؟

نعم، هناك علاقة محتملة بين السكري وضعف السمع، حيث أن الأشخاص المصابين بمرض السكري أكثر عرضة للإصابة بضعف السمع بمقدار الضعف مقارنةً بأولئك الذين لا يعانون من مرض السكري.

وتشير الأبحاث إلى أن هذه العلاقة قد تكون معقدة ومتعددة العوامل، ويمكن تفسيرها على النحو التالي:

التأثير على الأوعية الدموية

يؤثر السكري سلبًا على الأوعية الدموية في الجسم، بما في ذلك الأوعية الدموية في الأذن الداخلية. 

لذلك عندما يكون مستوى السكر في الدم مرتفعًا لفترة طويلة، يمكن أن يتسبب ذلك في تلف الأوعية الدموية وانخفاض التروية في منطقة الأذن الداخلية، مما يؤدي بدوره إلى ضعف السمع.

ويجدر بالذكر أن الأبحاث تشير إلى أن الأشخاص الذين لديهم مستويات مرتفعة من السكر في الدم أكثر عرضة لضعف السمع بنسبة 30% مقارنةً بأولئك الذين لديهم مستويات صحية.

التأثير على الأعصاب

يعتمد السمع على وظيفة الأعصاب الموجودة في الأذن الداخلية لنقل الإشارات الصوتية إلى الدماغ. 

يمكن للسكري أن يسبب تلفًا في الأعصاب السمعية، سواء عن طريق التأثير المباشر على الأعصاب أو عن طريق التأثير على الأوعية الدموية التي تغذي الأعصاب.

التأثير الالتهابي

يرتبط السكري أحيانًا بالتهابات مزمنة، وقد تسهم هذه الالتهابات في تلف الأنسجة والأعضاء، بما في ذلك الأذن الداخلية. 

لذا، يمكن للالتهابات المزمنة أن تسهم في ضعف السمع أو فقدانه بشكل تدريجي.

التقدم في العمر

يعتبر السكري عاملاً مساهمًا في عملية الشيخوخة المبكرة، فقد يكون له تأثير على جميع جوانب الصحة، بما في ذلك السمع. 

أنواع ضعف السمع المرتبط بمرض السكري

تشمل ما يلي:

ضعف السمع الحسي العصبي

هو أكثر أنواع ضعف السمع شيوعًا لدى مرضى السكري، حيث أنه يؤدي إلى تلف خلايا الأذن الداخلية التي تُرسل إشارات كهربائية إلى الدماغ.

ضعف السمع التوصيلي

ينتج عن هذا النوع من ضعف السمع مشاكل في الأذن الخارجية أو الوسطى. 

طنين الأذن

يُعد الطنين شائعًا لدى مرضى السكري، ويمكن أن يكون أحد أعراض تلف الأعصاب، والذي بدوره قد يؤدي إلى ضعف السمع.

مشاكل أخرى

مثل:

• فقدان السمع الشيخوخي.
• تلف القوقعة.
• التهابات الأذن.
• الاعتلال العصبي السمعي.

ما هي العلامات التي تدل على ضعف السمع لدى مرضى السكري؟

تتضمن العلامات ما يلي:

• صعوبة في سماع الأصوات الخافتة، مثل: الهمس و الأصوات البعيدة.
• ضعف الاستجابة للأصوات عالية النغمة.
• صعوبة في فهم المحادثات والكلمات بشكل صحيح، مما يتطلب تكرارها.
• الانعزال الاجتماعي والانفصال عن الآخرين بسبب صعوبة فهم المحادثات.
• عدم القدرة على سماع الأصوات القادمة من جهة معينة.

لذلك إذا كانت هناك أي علامات تشير إلى ضعف السمع، يُنصح بالتحقق منها من قبل الطبيب أو أخصائي السمع لتقييم الحالة واتخاذ الخطوات اللازمة.

كيف يتم تشخيص ضعف السمع الناتج عن السكري؟

يبدأ الطبيب أو أخصائي السمع أولًا بمراجعة التاريخ الطبي للمريض وتقييم الأعراض التي يعاني منها، ثم يوصي بإجراء فحوصات السمع، مثل:

اختبار السمع

هذا الاختبار يهدف إلى تقييم قدرة المريض على استيعاب الأصوات عبر نطاق متنوع من الترددات، وذلك من خلال:

• ارتداء سماعات الرأس.
• تشغيل عدد من الأصوات لتنتقل عبر الأذن الخارجية والوسطى.
• تحديد الأصوات التي يمكن للشخص سماعها.
• يشير المريض إلى الأخصائي عندما يسمع صوت تنبيه.

اختبار السمع الكلامي

هو إجراء يهدف إلى تقييم قدرة الفرد على فهم الكلام والجمل المنطوقة بوضوح ودقة.

ويتم ذلك عادة عن طريق تشغيل سلسلة من الكلمات أو الجمل بمختلف الأصوات والترددات والمستويات الصوتية، ويُطلب من الفرد تكرار ما يسمع بالضبط أو الاستجابة له على الفور.

اختبار الأذن الوسطى

يقوم الطبيب أو الأخصائي بإدخال منظار صغير في الأذن للتحقق من كيفية تحرك طبلة الأذن، وما إذا كان بها تمزق أو تراكم للسوائل، بالإضافة إلى أنه يساعد في استبعاد أي أسباب أخرى تؤدي لضعف السمع.

اختبار السمع الدماغي

يساعد هذا الإجراء على رؤية عمل المسارات بين الأذن الداخلية والدماغ، حيث أنه يتم وضع أقطاب كهربائية على رأس الشخص متصلة بجهاز كمبيوتر.

يتيح لهم هذا رؤية نشاط موجات الدماغ عندما يسمع المريض الأصوات من خلال سماعة الرأس.

اختبار القوقعة

يهدف اختبار القوقعة إلى قياس استجابة القوقعة للصوت من خلال إرسال موجات صوتية معينة إلى الأذن وتسجيل الاهتزازات التي تحدث في القوقعة بعد ذلك. 

تُعتبر هذه الاهتزازات مؤشرًا على كيفية استجابة القوقعة للمحفزات الصوتية ومدى وظيفتها الصحيحة.

خيارات علاج ضعف السمع الناتج عن السكري

تتضمن خيارات العلاج الشائعة لهذه الحالة، ما يلي:

• المعينات السمعية الرقمية: وهي عبارة عن جهاز الكتروني يتناسب مع ضعف السمع   ويزيد من حجم أي أصوات تدخل الأذن.
• زراعة القوقعة الصناعية: وهو عبارة عن جهاز سمع يتم زراعته في حالات ضعف السمع الشديد جداً.

قد يهمك: هل ضعف السمع يؤثر على كبار السن فقط؟

ما الذي يمكن فعله لتقليل خطر الإصابة بضعف السمع المرتبط بمرض السكري؟

توجد بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها لتقليل خطر الإصابة بضعف السمع المرتبط بالسكري، وتشمل ما يلي:

• يجب على مرضى السكري العمل مع طبيبهم للحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن النطاق المستهدف، حيث يمكن أن تساهم السيطرة الجيدة على السكري في الحد من تأثيراته السلبية على الأعصاب والأوعية الدموية.

• ينصح بإجراء تعديلات على نمط الحياة لتعزيز الصحة العامة وتقليل خطر الإصابة بمشاكل السمع، وذلك من خلال:
  • أخذ الأدوية الموصوفة حسب التوجيهات.
  • اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • الامتناع عن التدخين. 

• من المهم لمرضى السكري مراقبة ضغط الدم بانتظام، حيث يمكن أن يساعد ضبط ضغط الدم على تقليل خطر تلف الأوعية الدموية في الأذن وبالتالي تقليل خطر ضعف السمع.

• تجنب التعرض للضوضاء العالية لفترات طويلة، حيث يمكن أن تسبب الضوضاء المفرطة تلفًا في الأعصاب السمعية وتساهم في ضعف السمع.

• ينبغي على مرضى السكري إجراء فحوصات السمع بانتظام للكشف عن أي تغيرات في السمع، حيث يمكن أن يساعد التشخيص المبكر في التعامل مع المشكلات بشكل فعال وتجنب تطورها.

• توعية مرضى السكري بخطورة ضعف السمع والتأثيرات المحتملة لمرضهم على السمع، حيث يمكن أن يحفز التثقيف على اتخاذ الخطوات اللازمة للوقاية من المشاكل المحتملة.

تذكر أن التوعية والوقاية هما السبيل الأمثل لتجنب مشكلات الأذن المختلفة وضمان صحة الأذن والسمع. 

نريد أن نلفت انتباهك عزيزي القارئ إلى أن مركز الصوت المثالي للسمع (Optimal hearing) يوفر لك جميع أنواع الفحوصات السمعية والسماعات الطبية المناسبة لك ولاحتياجاتك الفردية، لذا لا تترد في التواصل معنا عبر:

الواتساب أو رقم الهاتف 962791010114+

البريد الإلكتروني info@johear.com

المصادر:

1. Diabetes and Hearing Loss | ADA. (n.d.). https://diabetes.org/about-diabetes/complications/hearing-loss/diabetes-and-hearing-los
2. Sissons, B. (2022, March 31). What to know about diabetes and hearing loss. https://www.medicalnewstoday.com/articles/diabetes-hearing-loss
3. American Academy of Audiology. (2022, May 18). Diabetes and Hearing Loss – American Academy of Audiology. https://www.audiology.org/consumers-and-patients/hearing-and-balance/diabetes-and-hearing-loss/
4. American Speech-Language-Hearing Association. (n.d.). Hearing loss and diabetes. https://www.asha.org/articles/hearing-loss-and-diabetes/