مشاكل السمع

في عالم الصحة والطب، تتعدد الحالات التي قد تؤثر على جودة حياتنا وتحد من راحتنا اليومية، ومن بين هذه الحالات التي قد تكون مصدرًا للإزعاج والألم، التهابات الأذن الوسطى المتكررة. 

هذه الحالة الشائعة تصيب العديد من الأفراد، خصوصًا الأطفال، وتتسبب في مضايقات وألم شديدين قد يؤثران على جودة حياتهم وأدائهم اليومي.

لذلك يعد فهم طبيعة هذا النوع من التهابات الأذنية و أسبابها، والتعرف على أعراضها وطرق علاجها والوقاية منها يعد أمرًا بالغ الأهمية لضمان الحفاظ على صحة الأذن والحد من تكرار هذه الحالة المزعجة، وهذا ما سنقدمه لك في المقال التالي أهم المعلومات حول هذه الحالة. 

التهابات الأذن الوسطى المتكررة

التهابات الأذن الوسطى، هي حالة شائعة تصيب الجزء الأوسط من الأذن التي تقع خلف طبلة الأذن، تتميز هذه الحالة بالتهيج والالتهاب في الأذن الوسطى نتيجة لاحتقان أو تكوين سوائل في الأذن.

ولكن في حال تكرار الإصابة بالتهابات الأذن الوسطى فهذا يعني أن الشخص مصاب بالتهابات الأذن الوسطى الحادة المتكررة، وهي عبارة عن عدوى في الأذن لا تشفى أو تتكرر باستمرار.

وتعتبر من المشكلات الشائعة التي قد تواجه الأطفال وحتى البالغين، يمكن أن يكون لهذه الحالة تأثير كبير على جودة حياة الفرد ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات مثل ضعف السمع المؤقت أو الدائم إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.

أسباب التهابات الأذن الوسطى المتكررة

يمكن أن تتطور العدوى عندما تصبح قناة استاكيوس التي تصرف السوائل من الأذن الوسطى مسدودة، ويؤدي هذا إلى تراكم السوائل خلف طبلة الأذن، مما يسبب الألم، وكما ذكرنًا سابقًا يكون الأطفال أكثر عرضة لهذه العدوى لأن قناة استاكيوس لديهم أصغر حجمًا وأكثر أفقية.

أما بالنسبة لأسباب تكرار الإصابة بالتهابات الأذن الوسطى، فهي تشمل ما يلي:

العدوى البكتيرية أو العدوى الفيروسية

عند الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي المزمنة مثل نزلات البرد والإنفلونزا فهذا من الممكن أن يؤدي للإصابة بالتهابات الأذن الوسطى المتكررة.

التشوهات الهيكلية

بعض التشوهات الهيكلية في الأذن قد تزيد من احتمالية تراكم السوائل والالتهابات في الأذن الوسطى، وهذا بدوره يؤدي لتكرار الإصابة بالالتهابات.

الحساسية والتحسس

إن التعرض لمواد محددة قد يسبب التهيج في الأذن الوسطى ويزيد من احتمالية التهاباتها المتكررة.

ضعف الجهاز المناعي

من الممكن أن يجعل ضعف الجهاز المناعي الفرد أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والتهابات الأذن الوسطى المتكررة.

أعراض مرافقة لالتهابات الأذن الوسطى المتكررة

قد تتطور الأعراض بشكل مفاجئ وتكون شديدة في بعض الأحيان، وقد تشمل:

الأعراض لدى الكبار

وتشمل ما يلي:

• ألم في الأذن: يمكن أن يكون الألم حادًا ومزعجًا، وقد يزداد الألم عند الضغط على الأذن.
• احتقان و ضغط في الأذن: شعور بالامتلاء أو الضغط داخل الأذن الوسطى.
• الحمى: قد تصاحب التهابات الأذن الوسطى المتكررة في بعض الأحيان حمى معتدلة إلى مرتفعة.
• إفرازات من الأذن: قد تظهر إفرازات قيحية أو سائلة من الأذن، وهذا يشير إلى وجود عدوى.
• تأثير سلبي على السمع: قد يلاحظ الفرد فقدانًا مؤقتًا للسمع أو انسدادًا في الأذن.
• الصداع: قد يكون هناك شعور بالصداع الناتج عن التهابات الأذن الوسطى المتكررة.
• القيء أو الدوخة: في بعض الحالات، قد يشعر الفرد بالدوخة أو القيء نتيجة للألم والضغط في الأذن.

عند ملاحظة هذه الأعراض المتكررة، يجب مراجعة أخصائي السمع لتقييم الحالة والحصول على العلاج اللازم. 

الأعراض لدى الصغار

غالبًا ما يكون من الصعب تحديد أعراض التهاب الأذن لدى الأطفال الصغار جدًا، ولكن يمكن التمييز من خلال تصرفاتهم فقد يصبح الرضع أكثر:

• عصبية، خاصة عند الاستلقاء.
• يقومون بشد أذنهم. 
• قد يظهر الأطفال أيضًا تغيرًا في أنماط النوم والأكل.

طرق  التشخيص

تشخيص التهابات الأذن الوسطى المتكررة يتضمن تقييم الأعراض والعلامات السريرية التي يقدمها المريض، بالإضافة إلى إجراءات تشخيصية معينة تساعد في تحديد نوع وشدة الالتهاب ومعرفة العامل المسبب.

ومن أبرز الفحوصات الموصى بها، ما يلي:

الفحص السريري

ويتضمن:

• فحص الأذن: يتم فحص الأذن بواسطة أدوات خاصة للتحقق من وجود إفرازات، أو تورم، أو احمرار.
• فحص السمع: يتم فحص القدرة على السمع باستخدام تقنيات مختلفة.

فحص الأذن باستخدام منظار الأذن

منظار الأذن عبارة عن جهاز طبي يستخدم في النظر إلى داخل الأذن، يمكن للطبيب استخدامه لفحص ما بداخل الأذن الوسطى وتقييم حالة طبلة الأذن.

التصوير بالأشعة 

في بعض الحالات، قد يتم إجراء أشعة للأذن لتقييم وضع طبلة الأذن وتحديد ما إذا كانت توجد أي تشوهات هيكلية.

فحص السائل المتدفق من الأذن

يمكن أخذ عينة من السائل المتدفق من الأذن وإرسالها للمختبر لتحديد نوع العامل المسبب للالتهاب (بكتيريا، أو فيروسات، أو فطريات).

فحص الدم

قد يتم إجراء فحص للدم لتقييم وظائف الجهاز المناعي والبحث عن علامات العدوى.

اقرأ أيضًا: انسداد الأذن بعد الأنفلونزا

طرق علاج التهابات الأذن الوسطى المتكررة

علاج هذه الحالة يعتمد على سبب الالتهاب وشدته، ويمكن أن يشمل تناول الأدوية وإجراءات أخرى لتخفيف الأعراض والوقاية من تكرار الإصابة.

وبشكل عام تشمل الخطة العلاجية ما يلي:

المضادات الحيوية

في حالة التهابات الأذن الوسطى الحادة والمتكررة التي تكون نتيجة لعدوى بكتيرية، قد يوصي الأخصائي ببعض المضادات الحيوية.

ولكن يجب الحرص على اتباع تعليمات الأخصائي بشكل دقيق واكمال العلاج حتى النهاية حتى لا تتطور البكتيريا وتصبح مقاومة للمضادات الحيوية.

مسكنات الألم

يوصى بالمسكنات لتخفيف الألم والالتهاب، ومن أبرز الأمثلة عليها: الباراسيتامول (Paracetamol) أو الإيبوبروفين (Ibuprofen).

قطرات الأذن 

قد توصف قطرات أذن خاصة تحتوي على مضادات حيوية أو مسكنات لتخفيف الألم والالتهاب.

الجراحة

في حالات نادرة وعند وجود تشوهات هيكلية أو مشكلات متكررة، قد يتم اقتراح إجراء جراحة لتوسيع القناة الأذنية أو استئصال الغدد الليمفاوية الموجودة بجانبها.

طرق الوقاية 

الوقاية من التهابات الأذن الوسطى المتكررة تعتمد على تجنب العوامل المسببة واتباع بعض التوجيهات الصحية للحفاظ على صحة الأذن ومنع تكرار الإصابة، فيما يلي بعض الإرشادات والتوجيهات للوقاية منها:

الحفاظ على نظافة الأذن

يفضل تجنب استخدام الأدوات الحادة مثل العيدان القطنية لتنظيف الأذن، حيث يمكن أن تسبب تهيجًا أو إصابة في الأذن الوسطى.

والحرص على تنظيف الأذن الخارجية بلطف باستخدام قطعة قطنية نظيفة بدون إدخالها داخل قناة الأذن.

التجفيف الجيد للأذن بعد الاستحمام أو السباحة

استخدام قطنة نظيفة لتجفيف الأذن بعد الاستحمام أو السباحة لمنع تراكم الرطوبة داخل الأذن، والتي قد تؤدي إلى نمو البكتيريا.

تجنب التعرض للتدفقات الهوائية المباشرة

ينصح بمحاولة تجنب التعرض المفرط للتيارات الهوائية الباردة أو الغبار، خاصة خلال فصل الشتاء، من خلال ارتداء القبعات أو وسائل الحماية للأذن في الطقس البارد والرياح القوية.

بالإضافة إلى ذلك ينصح بتجنب التعرض للتلوث البيئي، والغبار، والروائح الكيميائية، التي قد تزيد من خطر الإصابة بالتهابات الأذن.

الابتعاد عن التدخين

تجنب التعرض للتدخين السلبي والتدخين النشط للحفاظ على صحة الجهاز التنفسي والوقاية من التهابات الأذن.

العناية بالصحة العامة

وتتضمن:

• الحفاظ على نظام غذائي متوازن.
• ممارسة الرياضة بانتظام.
• الحصول على قسط كاف من النوم لتقوية جهاز المناعة.

الفحص الدوري

ينصح بإجراء فحص طبي دوري للأذن للتأكد من عدم وجود مشاكل هيكلية أو عدوى معقدة، وللكشف عن أي مشكلات أخرى والحصول على التوجيهات الصحية المناسبة.

يُعد الالتزام بالإرشادات والتوجيهات السابقة خطوة أساسية ومهمة، فمن من خلال اتباعهم يمكن تقليل فرصة التهابات الأذن الوسطى المتكررة والحفاظ على صحة الأذن ووظائفها الطبيعية. 

ويقدم مركز الصوت المثالي للسمع خدمات متميزة في هذا المجال، مما يجعله واحدًا من الخيارات الرائدة للأهالي الباحثين عن رعاية طبية عالية الجودة.

وتذكر أن التوعية والوقاية هما السبيل الأمثل لتجنب مشكلات الأذن المختلفة وضمان صحة الأذن والسمع. 

نريد أن نلفت انتباهك عزيزي القارئ إلى أن مركز الصوت المثالي للسمع (Optimal hearing) يوفر لك جميع أنواع الفحوصات السمعية والسماعات الطبية المناسبة لك ولاحتياجاتك الفردية، لذا لا تترد في التواصل معنا عبر:

الواتساب أو رقم الهاتف 962791010114+

البريد الإلكتروني info@johear.com

المصادر:

1. Reoccurring ear Infections | UC Irvine Medical Center. (2024, March 25). https://www.ent.uci.edu/learning-center/blog/reoccurring-ear-infections.asp
2. Middle-Ear infection in adults. (2022, July 15). Johns Hopkins Medicine. https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/otitis-media-middle-ear-infection-in-adults
3. Shah, U. K. (2022, September 12). Chronic middle ear infection in children. MSD Manual Consumer Version. https://www.msdmanuals.com/home/children-s-health-issues/ear,-nose,-and-throat-disorders-in-children/chronic-middle-ear-infection-in-children
4. What can be done for recurrent ear infections. (n.d.). https://www.utentclinic.com/news/what-can-be-done-for-recurrent-ear-infections
5. Chronic Ear Infections | UCI Health Otolaryngology | Ear, Nose and Throat | UCI Health | Orange County, CA. (n.d.). https://www.ucihealth.org/medical-services/ear-nose-throat-ent/hearing-ear-disorders/chronic-ear-infections